كلما أتذكر أضحك - بقلم :عبدالرحمن بجاش‎

 الأديب والكاتب الصحفي عبدالرحمن قاسم بجاش يسرد قصصاً وحكايات حقيقية عاشها في سن المراهقة باعتبار هذه المرحلة هي مرحلة البناء الذاتي والتي أثرت فيه وشكلت مسار حياته بشكل عميق.

مقدمه :- كلما أتذكر اضحك حتى التخمة كما يقال...واذ استعيد معكم المشهد، تعالوا نقف على تفاصيله :

- كان ذلك في الستينات من القرن الماضي ، عندما فتحنا اعيننا على مصر من القلم إلى المدرس إلى الكتاب الى المانجو وعبد الحليم وسيدة الاغنية أم كلثوم، وفريد ،وشادية ...

وامام دار القلم في شارع 26 سبتمبر بتعز الموجوعة طالما وقفنا نهاية كل اسبوع نقتني آخر ساعة والمصور والموعد وميكي والاخبار والجمهوريه واهرام هيكل ..وكذا فعلنا امام " الوعي الثوري " نلتهم الكلمة والصورة ، وانا اتميز بقدرة على قص صور جمال وعبدالحكيم، والسلال ...

تمر الأيام سىريعة بزخمها، فتأتي السينما بالفيلم المصري ، نتسلل خوفا من اهلنا الى سينما بلقيس والله يرحم هائل دغيش يمررنا الى الداخل بلاش ....

رصيف نمرة خمسة ، صراع في الوادي ، ابي فوق الشجره ، عشرات الافلام ..وقبلها تعرض الجريدة العربية فتدمى اكفنا تصفيقا لحلم كبير ...

حتى اذا شاهدت " شويكار " وقد وضعت قدمي على باب المراهقة ، ادمنت صورها وافلامها ، وقررت " الزواج منها" ..فلم اوفر جريدة الا ونزعت صورتها والى الجدار، وفي الليالي الحالكات اتبع النهدة بنهدة أكبر...

شاهدتني قبول بنت الجيران وانا اقبل مجلة الموعد ، فصاحت بلهجة : واعبد الرحمن موقجننت تحبب الجريدة .. لم اعرها انتباها ، بل قلت لنفسي احدثها : أيش دراها بالحب ..عادت قبول الصغيرة وكانت تتسلل معنا الى السينما تسأل : أمانة لموحببت الجريدة ، التقط علي الزعيم صاحب عمري يسألني بعدما خرجنا : مالك ،أيش تقول قبول ؟ انتحيت به جانبا : تشوف شويكار ، قال بلهفة : ايوه ، أيش في ، قلت بفخر المراهقة كلها : تزوجتها ، احتضنني علي : سعيدك محسنها ...

لم يمرعلي فيلم من افلامها تلك الايام ولا صورة في مجلة ...حتى وقعت الطامة الكبرى ، ذات عدد من الكواكب ، عرفت انها متزوجة على فؤاد المهندس ...

قاطعت افلامها ، مزقت كل الصور من على الجدران ، بكيت وحيدا في الليالي الظلماء ...اعلنت الحرب عليها وعلى فؤاد المهندس ...وهات لك يا معارك معهما .....

حتى قررت اغاظتها ، فتزوجت نجلاء فتحي ، حتى أن والدي ألذي كان يحب جمال عبد الناصر حتى الثمالة اكتشف وانا لم انتبه أنني رفعت صورة الزوجة الجديدة فوق صورة جمال عبد الناصر.......وياللهول كما كان يردد الداهية يوسف وهبي : لقد عرف شارع سبتمبر بفعلتي ، فعاتبني الجميع : ترفع صورة نجلاء فوق جمال ، كنت أتملى في وجوههم الغيرة ، او هكذا خيل الي ..

رحم الله "شويكار"



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهاجل والاغاني الشعبية في منطقة الاحكوم

ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ اليمنية عام 1962ﻡ